كييف إلى واشنطن.. سلام سريع أم ضمانات شبيهة بالمادة 5؟
بعد قمة ألاسكا التي انتهت بلا اتفاقٍ لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أنّ "أفضل سبيل" هو الذهاب مباشرةً نحو "اتفاق سلام" بدلاً من وقفٍ للنار، وهو ما عارضته كييف وحلفاؤها الأوروبيون حتى الآن، بحسب رويترز.
وفي المقابل، شدّد قادة أوروبيون، في بيان مشترك، على استمرار دعم أوكرانيا ومواصلة الضغط على روسيا "حتى يتحقق سلام عادل ودائم"، مع التأكيد على "ضمانات أمنية صارمة" للدفاع عن سلامة أراضي كييف، والاستعداد للعمل مع ترامب والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لعقد قمة ثلاثية بدعم أوروبي.
- بحسب رويترز، ناقش ترامب وقادة أوروبا في اتصال هاتفي مطوّل فكرةَ ضماناتٍ أمنية محتملة لأوكرانيا خارج حلف شمال الأطلسي، لكن "على غرار المادة الخامسة" للحلف؛ وأوضح مصدران للوكالة أنّ الأوروبيين يسعون لتوضيح الدور الأميركي المحتمل، من دون توافر تفاصيل بعد.
- وفي قراءة للمشهد الأوروبي- الأميركي بعد القمة، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إنّ روسيا "لا تنوي إنهاء حربها في أي وقت قريب"، معتبرةً أنّ "عزم" الرئيس الأميركي على التوصل إلى اتفاق سلام "بالغ الأهمية"، وأنّ الولايات المتحدة "تملك القدرة على إجبار روسيا على التفاوض بجدية"، مع تأكيد أن الاتحاد الأوروبي "سيعمل مع أوكرانيا والولايات المتحدة".
- وفي كييف، شدّد زيلينسكي على حاجة بلاده إلى "سلام حقيقي ودائم" وليس إلى "فترات هدوء مؤقتة"، قائلاً عبر منصة "إكس" إنّ الأمن يجب أن يُضمن "بشكل موثوق وعلى الأمد الطويل" بمشاركة أوروبا والولايات المتحدة، وإنّ "قضايا الأرض لا تُحسم إلا مع أوكرانيا".
- زيلينسكي سيتوجه إلى واشنطن، الإثنين لإجراء محادثات مع ترامب بعد اتصالٍ هاتفي استمر لأكثر من ساعة ونصف الساعة، مشيراً إلى أنه سيناقش مع نظيره الأميركي "جميع التفاصيل المتعلقة بإنهاء القتل والحرب"، ومؤكداً تلقي "إشارات إيجابية" بشأن المشاركة الأميركية في ضمان أمن أوكرانيا، فيما تحدّث ترامب إلى قادة الناتو والاتحاد الأوروبي لإطلاعهم على نتائج القمة.
- وفي موازاة ذلك، قال أولكسندر ميريزكو، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني، لرويترز إنّ ترامب "اتخذ موقف بوتين" بدعمه "اتفاق سلام سريع" بدلاً من وقف إطلاق نار، معدِّداً ما يراه "مطالب" روسية في أي اتفاق.
ما شكل "الضمانات الشبيهة بالمادة 5" المطروحة لأوكرانيا؟
بحسب رويترز، ناقش ترامب وقادة أوروبا ضمانات أمنية محتملة لأوكرانيا خارج الناتو "على غرار المادة الخامسة"، مع سعيٍ أوروبي لتوضيح الدور الأميركي المحتمل من دون تفاصيل متاحة حتى الآن.
وقالت جورجا ميلوني في بيانٍ إنّ "النقطة الحاسمة" هي الضمانات الأمنية لمنع حرب جديدة، مشيرةً إلى اقتراحٍ "مستوحى من المادة الخامسة" ينطلق من تعريف بندٍ للأمن الجماعي يتيح لأوكرانيا الاستفادة من دعم جميع الشركاء، "بما في ذلك الولايات المتحدة"، المستعدين لاتخاذ إجراءات إذا تعرّضت لهجوم.
كيف يوازن الأوروبيون بين دعم كييف والرهان على دور واشنطن؟
أفادت رويترز بأن قادة أوروبيين، منهم إيمانويل ماكرون وجورجا ميلوني وفريدريش ميرتس وكير ستارمر، تبنّوا بياناً مشتركاً بعد اطلاعهم من ترامب على نتائج محادثاته مع بوتين، أكدوا فيه استمرار الدعم لأوكرانيا وتشديد العقوبات على روسيا "حتى يتحقق سلام عادل ودائم"، والتشديد على "ضمانات أمنية صارمة" وحضّ الخطوة التالية: محادثات مع زيلينسكي والعمل لعقد قمة ثلاثية بدعم أوروبي.
وأجرى ترامب اتصالاً مطوّلاً مع زيلينسكي ثم تحدث إلى قادة الناتو والاتحاد الأوروبي، وشارك في الاتصال قادة ألمانيا وفنلندا وبولندا وإيطاليا وبريطانيا، إضافةً إلى رئيسة المفوضية الأوروبية والأمين العام للحلف.
خطة ترامب بعد قمة ألاسكا..
القمة بين ترامب وبوتين انتهت من دون اتفاق لوقف إطلاق النار، مع تأكيد ترامب أنه يفضّل التوجّه مباشرةً إلى اتفاق سلام، وتصريحه لاحقاً بأن "لا اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق".
وقال أولكسندر ميريزكو لرويترز إنّ الرئيس الأميركي "يتبنّى" طرح بوتين بالتخلّي عن وقف إطلاق النار لصالح "اتفاق سريع".
وفي تصريح نقلته رويترز، اعتبرت كايا كالاس أنّ الولايات المتحدة "تملك القدرة على إجبار روسيا على التفاوض بجدية"، وأنّ "عزم" ترامب "بالغ الأهمية"، فيما رأت أنّ بوتين "غادر أنكوريدج من دون تقديم أي التزامات".
أكد زيلينسكي أنّ أوكرانيا تحتاج إلى "سلام حقيقي ودائم" وليس إلى "فترات هدوء مؤقتة"، وأنّ ضمان الأمن يجب أن يكون "بشكل موثوق وعلى الأمد الطويل" بمشاركة أوروبا والولايات المتحدة، مع التشديد على أن "قضايا الأرض لا تُحسم إلا مع أوكرانيا".
وأعلن أنه سيتوجّه إلى واشنطن، الإثنين، بدعوةٍ من ترامب لمناقشة "جميع التفاصيل المتعلقة بإنهاء القتل والحرب"، مع إبراز "إشارات إيجابية" من الجانب الأميركي بشأن المشاركة في ضمان أمن أوكرانيا، وتأكيده مراراً أن القمة الثلاثية مع الزعيمين الأميركي والروسي "بالغة الأهمية" لإيجاد طريقٍ لإنهاء الحرب.