سياسة

قمة ألاسكا.. صفقة "المعادن مقابل السلام" على الطاولة؟

نشر
blinx
تتجه أنظار العالم، الجمعة، إلى ولاية ألاسكا الأميركية "بأمل أن يزيل جليدها نار الحرب الروسية- الأوكرانية"، حيث من المقرر أن يعقد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، محادثات ثنائية حول وقف إطلاق النار، إعادة الإعمار، أو الترتيبات السياسية المستقبلية.
غير أنّ صحيفة "التليغراف" البريطانية كشفت عن خطوة مثيرة للجدل، حيث يخطط ترامب عرض اتفاق على بوتين، يتضمن إتاحة فرص تجارية مربحة في قطاع المعادن، مقابل إنهاء الحرب في أوكرانيا.
الفكرة تقوم على منح بوتين إمكانية الوصول إلى معادن الأرض النادرة في أوكرانيا التي تحتلها روسيا حاليا لتحفيزه على إنهاء الحرب في أوكرانيا.
كما تشكّل المناطق التي احتلتها روسيا، أبرز تحديات السلام والاستقرار التي تواجه الطرفين في هذه المحادثات الحساسة.
ووسط كلّ هذه الحرب التي اندلعت عام 2022، نجحت روسيا وأوكرانيا عقد صفقات لتبادل عشرات الآلاف من أسرى الحرب، وهو أمر نادر في الحروب الحديثة.
وفي تقرير لوول ستريت جورنال، وصفت مصادر الصحيفة هذه الصفقات بأنّها وسيلة لتخفيف الضغوط الداخلية، وإظهار التقدم للقوى الأجنبية، وآخرها الولايات المتحدة، وتخفيف عبء إطعام وإيواء الآلاف.

"ترامب يعرض على بوتين معادن مقابل السلام"

في خطوة مثيرة للجدل، يخطط الرئيس ترامب لرض اتفاق على الرئيس بوتين، يتضمن إتاحة فرص تجارية مربحة في قطاع المعادن، مقابل إنهاء الحرب في أوكرانيا.
الفكرة تقوم على تقديم حوافز اقتصادية لروسيا، بدلًا من استمرار المواجهة، في محاولة لإحلال السلام عبر المصالح بدل الضغوط العسكرية.
يرى ترامب أن "المال يتحدث"، وأنّ فتح الباب أمام روسيا للاستفادة من موارد معينة قد يكون مفتاح إنهاء الصراع، لكنّ الخطة قد تُقابل بانتقادات واسعة من حلفاء غربيين يعتبرون هذا تنازلاً غير مقبول.
وكشفت صحيفة التلغراف أنّ المقترحات تشمل منح بوتين إمكانية الوصول إلى معادن الأرض النادرة في الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا حاليًا.
ومن المقرر أن يطلع سكوت بيسنت، وزير الخزانة الأميركي الرئيس ترامب على آخر المستجدات قبل اجتماعه مع بوتين في قاعدة إلمندورف- ريتشاردسون المشتركة في أنكوريج بألاسكا.
وكان ترامب هدد، الأربعاء، خلال مؤتمر صحفي بوتين بمواجهة "عواقب وخيمة" إذا لم يوافق على إنهاء الحرب في أوكرانيا في اجتماعهما، الجمعة.
ويُعتقد أن أوكرانيا تمتلك 10% من احتياطيات العالم من الليثيوم، المستخدم في إنتاج البطاريات. ويقع اثنان من أكبر رواسب الليثيوم لديها في مناطق تسيطر عليها روسيا، وقد أكّد بوتين ملكيته للمعادن الثمينة الموجودة في المناطق التي تحتلها قواته.

أين أوروبا من خطط "تنازلات ترامب"؟

في الأشهر الماضية، أبقت واشنطن الضمانات الأمنية لأوكرانيا، وهو نوع من الالتزام بأن تكون أميركا مستعدّة لتطبيق شروط أي اتفاق سلام، غير مطروحة على الطاولة، رغم كونها مطلبًا رئيسيًا من كييف.
وتعمل بريطانيا وفرنسا وألمانيا على إنشاء قوة حفظ سلام من دون مشاركة مباشرة من الأميركيين، لكنّها كانت تأمل في أن تقدّم الولايات المتحدة دعمًا مثل الغطاء الجوي.
وفي معرض تقديمه تحديثًا للخطط عقب محادثات يوم الأربعاء، قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إن "تحالف الراغبين" التابع له مستعد لتنفيذ خطة وقف إطلاق النار بمجرد الاتفاق على اتفاق سلام.
وصرّح رئيس الوزراء أن الخطط "جاهزة الآن في شكل يمكن استخدامه إذا وصلنا إلى وقف إطلاق النار"، مضيفًا أنّه تمّ إحراز "تقدم حقيقي" بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا.
بدورهم كشف قادة أوروبيون، بمن فيهم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أنّ الاتصالات مع ترامب كانت "إيجابية"، غير أنّ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، حذّر من أن بوتين كان "يخادع" عندما قال "إنه لا يكترث بالعقوبات وأنها لا تُجدي نفعًا".
وقال مصدر مطلع على المقترحات لصحيفة التلغراف: "هناك مجموعة من الحوافز، قد يكون من بينها صفقة محتملة للمعادن، المعادن الأرضية النادرة".
في مايو، وقّعت الولايات المتحدة صفقة معادن أرضية نادرة مع كييف، مما يسمح لها باستغلال الموارد الطبيعية الوفيرة لأوكرانيا. وستحتاج واشنطن إلى إنشاء عمليات تعدين جديدة، وهو ما يمكن تسريعه بالتعاون الروسي.
وقد شهدت سياسة "أميركا أولاً" إبرامه صفقات معدنية عدة منذ عودته إلى البيت الأبيض، أبرزها مع أوكرانيا وكازاخستان.

قمة ترامب- بوتين والأراضي الأوكرانية "المحتلة"

عبّرت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون، الأربعاء، عن أملهم في أن يدفع ترامب بقمته مع بوتين باتجاه وقف إطلاق النار من دون التخلي عن مصالح أوكرانيا أو اقتراح تقسيم أراضيها.
وكانت تكهنات قد أثيرت حول ما إذا كانت قمة ألاسكا ستؤدي إلى تغيير جذري في خريطة أوكرانيا.
ومنذ إعلان روسيا سيادتها على أجزاء واسعة من أوكرانيا منذ عام 2014، عندما اتخذ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أولى خطواته.
في ذلك الوقت، وفي غضون بضعة أشهر فقط، قامت موسكو باحتلال شبه جزيرة القرم وضمّها، من دون إراقة دماء تقريبًا، وفق تقرير لـ"بي بي سي".
لكن أعقب ذلك حركة انفصالية مدعومة من روسيا في منطقة دونباس الشرقية، وتحديدًا في المنطقتين المعروفتين: دونيتسك، ولوغانسك، حيث اشتعلت الحرب هناك لـ8 سنوات.
وخسرت أوكرانيا نحو 14 ألف جندي ومدني خلال هذه الفترة.
ولكن في فبراير 2022، بدأت الحرب. وسرعان ما وصلت القوات الروسية إلى مشارف كييف، واستولت على مساحات شاسعة من الجنوب، بما في ذلك أجزاء كبيرة من منطقتين أخريين، هما زابوريزهيا وخيرسون.
وتسيطر روسيا حاليا على مساحة أقلّ نسبيًا من الأراضي- حيث انخفضت من نحو 27% في ربيع عام 2022 إلى نحو 20% الآن.
ويوم الإثنين تحدّث ترامب عن تبادل للأراضي، ما أثار موجة من الصدمة في كييف وأوروبا، نظرا لأنّ جميع الأراضي المعنية تابعة قانونيًا لأوكرانيا.

لكن.. هل ستكون روسيا مستعدة لإعادة أيٍّ من هذه الأراضي؟

الرئيس الأميركي تحدث، الإثنين، بشكل مبهم عن "ممتلكات ساحلية"، ربما في إشارة إلى جزء من الساحل، على طول بحر آزوف أو البحر الأسود.
لكن كلّ هذا جزء من جسر بوتين البري الحيوي استراتيجيًا الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم.
"ومن الصعب أن نتصور أن الرئيس الروسي سيوافق على التنازل عن أيٍّ من هذه الأراضي. فمثل دونيتسك ولوغانسك، يعتبر بوتين هذه الأراضي جزءًا من روسيا، وقد ضمها بشكل غير قانوني قبل ثلاث سنوات في ٤ استفتاءات اعتُبرت على نطاق واسع خدعة".
بالنسبة لأوكرانيا وأوروبا، فإنّ تبادل الأراضي، في هذه المرحلة المبكرة جدًا من المحادثات، أمر غير وارد، وفق بي بي سي.

أكبر موجة تبادل أسرى في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية

رغم التوتر عشية قمة بوتين وترامب، نجحت موسكو وكييف في تبادل أكثر من 10 آلاف جندي، وهو أمر نادر في الحروب الحديثة.
وبحسب تقرير لوول ستريت جورنال فقد انطلقت أكبر موجة تبادل أسرى في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية عندما وجد جندي أوكراني هاتفًا في جيب ضابط روسي ميت.
الهاتف وقع في يد العميد دميترو أوسوف، نائب رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكراني (HUR)، حيث قام لاحقا بتصفح دليل الأرقام ومن ثم يتصل بجهة روسية في الخطوط الأمامية معرفا بنفسه ومرسلا صورة الجندي الروسي القتيل، لتبدأ من ثم عمليات التبادل لبضع جثث، ثم تطورت تدريجيًا إلى تبادل منتظم لمئات الأسرى.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة