سياسة

من المخابئ السرية إلى الحرب الرقمية.. علماء إيران في مرمى إسرائيل

نشر
blinx
في مشهد يجمع بين العمل الميداني والهجمات الخفية عبر الشاشات، كشفت التلغراف أنّ طهران نقلت علماءها النوويين الباقين على قيد الحياة إلى بيوت آمنة في طهران ومدن ساحلية شمالية، بعد أن فقدت أكثر من 30 باحثًا في ضربات إسرائيلية خلال حرب يونيو.
وبينما كان هؤلاء العلماء يتخذون من الجامعات والمختبرات مواقع عملهم، أصبحوا اليوم يعيشون خلف حراسة مشددة، في ظل مخاوف من موجة اغتيالات جديدة، زادها إعدام إيران الأسبوع الماضي للعالم روزبه وادي بتهمة تسهيل عمليات قتل زملائه.
في الوقت نفسه، أظهرت فايننشال تايمز أن الحرب السيبرانية بين الجانبين لم تهدأ بعد وقف إطلاق النار الذي أنهى 12 يومًا من القتال، بل اشتدّت عبر حملات تجسس وهجمات إلكترونية معقدة مكّنت إسرائيل من جمع ملفات تفصيلية عن علماء ومسؤولين عسكريين إيرانيين، وتحديد مواقع أكثر من ١٠ منهم لاغتيالهم في الضربة الأولى.
هذا التداخل بين الضربات الميدانية والهجمات الرقمية يثير أسئلة داخل إيران حول مستقبل برنامجها النووي، ويدفع بعض الأصوات للمطالبة بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي وتغيير العقيدة المعلنة.

اعرف أكثر

من القتل الميداني إلى العزلة القسرية

بحسب التلغراف، أُبعد معظم العلماء النوويين الإيرانيين عن منازلهم وأماكن عملهم إلى مواقع محصنة، بعضها فلل ساحلية شمالية، فيما استُبدل المحاضرون في الجامعات بآخرين لا صلة لهم بالبرنامج النووي.
القائمة التي تحتفظ بها إسرائيل تضم نحو 100 اسم، من بينهم أكثر من 15 عالمًا لا يزالون على قيد الحياة.
ويؤكد محللون إسرائيليون أن هؤلاء هم "الأموات الأحياء"، حسب تعبيرهم، الذين يشكلون أهدافًا استراتيجية، خاصة من لديهم خبرة في تكييف صواريخ شهاب-3 لحمل رؤوس نووية.

تجسس رقمي يفتح طريق الضربة الأولى

أوضحت فايننشال تايمز أن حملة تجسس سيبراني سبقت حرب يونيو كانت نقطة التحوّل، إذ مكّنت إسرائيل من تحديد مواقع أكثر من عشرة علماء ومسؤولين عسكريين إيرانيين واغتيالهم في الضربة الافتتاحية.
ونقلت الصحيفة عن الخبير الإسرائيلي، ميني بارزيلاي، أنّ الهجوم على الدفاعات الجوية الإيرانية كان تكتيكيًا، لكنّ جمع المعلومات الاستخباراتية كان العامل الأهم في مسار الحرب.

جبهات إلكترونية مشتعلة بلا هدنة

بعد وقف إطلاق النار، واصلت مجموعات مرتبطة بإيران استهداف شركات إسرائيلية، مستغلة ثغرة في برمجيات مايكروسوفت، وفق الرئيس التنفيذي لشركة "كلير سكاي" بوعاز دوليف.
بالمقابل، نفذت مجموعة قرصنة مرتبطة بإسرائيل هجمات شلّت منصات إيرانية، أبرزها حرق نحو 90 مليون دولار من عملات مشفّرة على منصة "نوبیتكس"، واستهداف بنك سبه الحكومي وبنك باسارغاد الخاص، ما عطّل مراكز البيانات والخدمات.
كما تبادل الطرفان حملات تصيّد، رسائل مزورة، ومحاولات لاختراق كاميرات المراقبة.

دعوات لمراجعة السياسة النووية

داخل إيران، دعا سيد علي رضا صديقي صابر، شقيق أحد العلماء المقتولين، إلى مراجعة العقيدة النووية والانسحاب من معاهدة حظر الانتشار، معتبرًا أن الالتزام بالمسار السلمي فتح الباب أمام إسرائيل لاستهداف العلماء والقادة.
وخلال جنازة قتلى هجمات يونيو، شدّد على أن مشاريعهم كانت تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن إيران لو أرادت صنع قنبلة لتمكنت من ذلك خلال عامين.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة