نادي المفلسين.. هل يُصبح "أسطورة إنكلترا" أحدث الأعضاء؟

بات جون بارنز أسطورة كرة القدم الإنكليزية على وشك الإفلاس الرسمي بسبب أزمة مع هيئة الضرائب والجمارك في المملكة المتحدة، ليصبح مرشحا لدخول "نادي المفلسين".

وتعرض الكثير من لاعبي كرة القدم إلى الإفلاس، أو ساءت أوضاعهم المالية إلى درجات مذرية للغاية، لأسباب مختلفة، أغلبها يتعلق بسوء الإدارة المالية والدخول في مشروعات بلا خبرة.

تقدمت إدارة الضرائب والإيرادات بالمملكة المتحدة بشكوى جديدة إلى المحكمة العليا، الثلاثاء 12 أغسطس، تطالب خلالها باتخاذ إجراءات عاجلة ضد بارنز بسبب تراكم ديونه.

وأصبح بارنز مطالبا بسداد ديون قيمتها 1.5 مليون إسترليني، من بينها 800 ألف إسترليني مستحقة لهيئة الإيرادات والجمارك، وذلك بعد أن تم إيقافه عن العمل كمدير لشركة لمدة 3 سنوات عام 2024، بعد عدم سداد شركته الضرائب بين عامي 2018 و2020.

وكشف تقرير ضريبي عن عدم دفع بارنز مبلغ 776 ألف إسترليني قيمة ضريبة القيمة المضافة المستحقة لهيئة الإيرادات والجمارك، بالإضافة إلى مستحقات أخرى للتأمين الوطني وضريبة الدخل.

وبخلاف أزمته الضريبية، بات بارنز مطالبا بسداد 461 ألف إسترليني لدائنين آخرين، و226 ألف إسترليني قيمة قرض المديرين، ومستحقات لجهات أخرى أقل من 100 ألف إسترليني.

وكان بارنز قد تحدث عام 2009 لصحيفة "تيليغراف" مؤكدا أنه "لا يحب التعامل مع الضرائب والفواتير"، مضيفا: "أكرة قلة المال، ولا أحب التعامل المالي، أترك هذه الأمور لزوجتي، ولا أحب حتى أن أتحدث بشأنها".

بحسب صحيفة "ذا صن" تعرض النجم البرازيلي المعتزل رونالدينيو لعدة صدمات مالية، أدت في النهاية إلى وجود 5 جنيهات إسترلينية فقط في حساباته البنكية، وذلك بعد توقيع غرامات ضخمة عليه في البرازيل.

وحاول رونالدينيو خلال أزمته المالية التسلل إلى باراغواي بجواز سفر مزيف، ليتم القبض عليه ويتعرض للسجن لمدة 32 يوما، ليشارك في بطولة كرة صالات بين السجون ويتألق ويمارس رياضته المفضلة في ظل أزماته الطاحنة.

وتحول سجن رونالدينيو إلى قصة يمكن أن تتحول إلى فيلم هوليودي، إذ بات بطلا بين السجناء الذين احتفلو بعيد ميلاده الأربعين، وقدموا له الورود خلال حفل شواء ضخم.

لكن رونالدينيو لجأ إلى "استثمارات ذكية" بحسب صحيفة "آس" الإسبانية، عقب خروجه من السجن، ونجح في كسب 700 ألف إسترليني خلال 4 أشهر فقط، ليتمكن من سداد بعض الغرامات والبدء من جديد.

بعد اعتزاله عام 2009، قرر الإنكليزي دين وينداس الذي لعب لعدة أندية إنكليزية من بينها هال سييتي وشيفلد يونايتد، الدخول في مشروع إنتاج سينمائي، ليخرج بعده مفلسا.

أعلن وينداس إفلاسه بعد أن أفرغت حساباته البنكية، واضطر لدفع ضرائب قيمتها 164 ألف إسترليني، بسبب الدخول في استثمار غير مدروس في صناعة السينما، بالإضافة إلى مصروفات طلاق.

وفي حديث لصحيفة "ذا أثلتيك" قال وينداس: "كنت ذاهبا ذات مرة إلى مطعم بيتزا، وقالت زوجه لزوجها: انظر هذا وينداس الذي أفلس للتو، وكان الأمر محرجا للغاية بالنسبة لي".

ويشير وينداس إلى أن اعتزال كرة القدم والتوقف عن ممارسة الرياضة والبعد عن صخب الملاعب أمر في غاية السوء، لكن "الإفلاس أسوأ من ذلك بكثير"، ويشير إلى أنه تعرض "لضغط نفسي قاتل".

وتختلف قصة ديفيد جيمس حارس ليفربول ومانشستر سيتي وأستون فيلا والمنتخب الإنكليزي السابق، إذ تعرض للإفلاس بسبب خلافات ضخمة مع زوجته أدت إلى طلاق كلفه 3 ملايين إسترليني عام 2005.

ورغم إعلان إفلاسه عام 2014، واضطراره لبيع متعلقات شخصية لتوفير المال، يقول جيمس إن سبب الإفلاس كان خسارته لأمواله خلال الطلاق، في وقت كان ينوي خلالها الدخول في استثمارات.

أما لي هندري لاعب أستون فيلا السابق، فتعرض للإفلاس بسبب مشاكلة مالية مع هيئة الإيرادات والجمارك البريطانية، ليقول في تصريحات لإذاعة بي بي سي إنه كان ينوي رعاية أسرته واستثمار الأموال التي ربحها من كرة القدم، لكن أزمة طلاقه حطمت كل شيء.

ويوضح هندري سبب إفلاسه: "أزمة الطلاق أضرت بي بشدة، واضطرت بعدها لشراء منازل في استثمارات فاشلة، ثم خسرت كل شيء ولم يكن لدي أي ملاذ"، ليدخل في عدة محاولات انتحار واكتئاب شديد بعد ذلك.