تكنولوجيا

أدوات الغش في "Video Games".. اقتصاد رمادي بمليارات الدولارات

نشر
blinx
تُعتبر أدوات الغش لعنة صناعة ألعاب الفيديو، لكنها في الوقت ذاته سلعة رائجة تحقق أرباحًا ضخمة. وكشف تقرير حديث أن مطوري أدوات الغش يجنون ثروات من اللاعبين الباحثين عن التفوق السريع.
تتراوح هذه الأدوات بين برامج تسمح برؤية الخصوم عبر الجدران، وأنظمة "aimbot” التي تستهدف اللاعبين تلقائيًا، وأدوات ترفع إحصائيات الشخصيات إلى أقصى حد.
عالم الغش في الألعاب الإلكترونية واسع النطاق، حيث تعرض بعض المواقع أدوات اختراق لعشرات الألعاب على الحواسب الشخصية، وتديره اقتصاد سري يُعتقد أنه يدر ملايين الدولارات سنويًا.

غش بملايين الدولارات

خلال العامين الماضيين، قام فريق من علماء الحاسوب بتحليل ورصد سوق الغش الإلكتروني، متتبعين سلوكيات تؤدي إلى حظر اللاعبين من الألعاب، وفحص مدى فعالية أنظمة مكافحة الغش التي طورتها شركات الألعاب.
وبحسب الدراسة التي أجريت في جامعة برمنغهام البريطانية، يقدر أن 80 موقعًا إلكترونيًا لبيع أدوات الغش تحقق ما بين 12.8 مليون إلى 73.2 مليون دولار سنويًا، أي ما يعادل نحو 1.1 إلى 6.1 مليون دولار شهريًا.
يقول توم تشوثيا، أستاذ الأمن السيبراني في الجامعة: "يمكن للناس أن يجنوا أموالًا كثيرة من بيع أدوات الغش، بينما تخسر الشركات الكثير إذا ما اعتُبر لعبتها مليئة بالغشاشين".
وقدم تشوثيا، الأسبوع الماضي، مع الأستاذ المساعد مارياس مونش والباحث سام كولينز، نتائج بحثهم عن اقتصاد الغش وفعالية أنظمة مكافحة الغش خلال مؤتمر بلاك هات للأمن السيبراني في لاس فيغاس.

مصادر غش مختلفة

تشير تقديرات الباحثين إلى أن نحو ٣٠ إلى ١٧٤ ألف شخص قد يشترون أدوات غش شهريًا من المواقع التي تركز على أميركا الشمالية وأوروبا. ورغم أن هذه الأرقام نُشرت أول مرة العام الماضي، إلا أنها على الأرجح تقلل من حجم سوق الغش الفعلي، لأن الحسابات لا تشمل المشتريات من المنتديات، أو المواقع الآسيوية، أو المستخدمين للأدوات المجانية.
وتنتشر مجتمعات الغش، من مطورين وبائعين ومستخدمين، عبر الإنترنت بشكل واسع.
وإلى جانب مواقع البيع المخصصة، هناك بائعون ثانويون، مجتمعات على منصة Discord، منتديات، مجموعات صغيرة، وتسويق مكثف يحاول إيصال هذه الأدوات إلى اللاعبين.
تعمل أدوات الغش إما عبر إدخال أكواد داخلية في عمليات اللعبة، أو عبر تحليل ما يحدث على الشاشة وتنفيذ إجراءات خارج آليات اللعبة نفسها، حيث تتضمن الأدوات الأكثر تطورًا أحيانًا أجهزة خارجية.

من ٨ إلى ٢٥٠ دولارا

خلال السنوات الأخيرة، تحولت أسواق بيع أدوات الغش إلى كيان صناعي منظم. يقول كولينز: "تشبه إلى حد كبير متاجر إلكترونية محترفة". بعض المواقع تبيع أدوات للاستخدام لمرة واحدة، وأخرى تعتمد على اشتراكات متجددة شهريًا أو كل 90 يومًا، مما يسمح للمشترين بالاستمرار في استخدام ميزات الأدوات، الحصول على تحديثات مستمرة، ودعم فني من المطورين.
وبناءً على تحليل البيانات التي جمعها الباحثون نهاية 2023 والتي تركزت على أدوات الغش البرمجية، كان أقل سعر لأداة غش عبر المواقع الـ 80 هو 6.63 دولار، في حين وصل أعلى سعر إلى 254.28 دولار.
ومعظم الأدوات تُباع بأقل من 100 دولار شهريًا، بحسب نوع الاشتراك.
أدوات الغش ليست جريمة في بعض الدول
تضم بعض المواقع خدمات دعم عملاء محترفة، وتقبل مدفوعات عبر عدة بوابات دفع شهيرة، كما يوضح كولينز.
ويصف فريق الدعم في هذه المواقع بأنهم "محترفون إلى حد ما، قد يكونون وقحين إذا لم يعجبهم شخص ما، لكنهم يحاولون الحفاظ على مهنية عالية".
ويعتمد نجاح المواقع إلى حد كبير على مدى فعالية أدوات الغش، والأهم على مدة استمرار فعاليتها، لذلك تُظهر المواقع حالة الأداة، وما إذا كانت تعمل حاليًا أم لا.
هذه المنافسة المستمرة بين مطوري أدوات الغش وشركات الألعاب تترافق مع جهود متواصلة لتطوير برمجيات مضادة للغش والحد من السلوكيات الخبيثة، وأحيانًا تصل إلى رفع دعاوى قضائية حول حقوق النشر.
يقول تشوثيا: "البيع في هذه المنطقة رمادية قانونيًا، فبيع أدوات الغش ليس جريمة في معظم الدول"، مشيرًا إلى أن الصين وكوريا الجنوبية من بين القلائل الذين يجعلون استخدام هذه الأدوات جريمة.
يقول أندرو هوغان، المؤسس المشارك لشركة Intorqa المختصة بتقديم معلومات عن تهديدات الغش لشركات الألعاب، إن مطوري أدوات الغش يطورون باستمرار تقنياتهم، ويبحثون عن طرق للالتفاف على أنظمة مكافحة الغش: "حتى أفضل أدوات الغش تُكتشف في النهاية، ولا تدوم عادة أكثر من أسبوع. لكننا نلاحظ أن المطورين يحدثون أدواتهم كل يوم ونصف".
وتتفاخر بعض مواقع الغش بأن أدواتها تخضع لاختبارات يومية للتأكد من استمرار فعاليتها، مدعية أن بعض أدواتها لم تُكتشف بعد منذ إصدارها. وأخرى تزعم أن أدواتها "غير قابلة للكشف" ويمكن تخصيصها لتلائم أسلوب اللعب واحتياجات المستخدم.

"غش بلا نصب"

ومع استمرار شعبية الغش وتزايد الأرباح، اجتذب السوق كذلك انتباه مجرمي الإنترنت والمحتالين. وفي السنوات الأخيرة، تم اختراق آلاف المواقع الحكومية والجامعية لنشر عروض زائفة لألعاب مثل Roblox وFortnite بهدف نشر برمجيات خبيثة وسرقة بيانات شخصية.
كما وُجد أن بعض اللاعبين الصغار الذين يحاولون الغش في لعبة Gorilla Tag قاموا بتثبيت برامج VPN مشبوهة قد تخترق حركة بياناتهم.
ومع ذلك، يؤكد الباحثون أنهم لم يعثروا على أدلة مباشرة على عمليات نصب أو برمجيات خبيثة في تحليلهم لمواقع الغش الـ 80، ربما لأن هذه المواقع تسعى للحفاظ على سمعتها وكسب المال بطرق أكثر مصداقية.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة