من يملك نيازك الأرض؟ النيجر تحقق
أعلنت سلطات النيجر فتح تحقيق في عملية بيع نيزك عُثر عليه داخل أراضيها، بعد أن بيعت القطعة النادرة المنحدرة من كوكب المريخ بأكثر من 4.5 ملايين يورو في مزاد نظمته دار "سوذبيز"، مشيرة إلى أن العملية "تُحتمل أن تحمل بصمات اتجار دولي غير مشروع"، وفقاً لما أفاد به موقع
Africanews. وقد كُلّفت وزارات العدل والتعليم العالي والمعادن بالتحقيق في القضية.
وكانت صحيفة
إل باييس الإسبانية قد أشارت إلى أن المزاد الذي نظم في منتصف يوليو الجاري عادة ما يُخصّص لقطع أقل جذباً، إلّا أنّ بيع هذا النيزك النادر من المريخ أثار جدلاً واسعاً في الأوساط العلمية والثقافية، وسط أسئلة متزايدة حول ملكية الأحجار النيزكية وتنظيم التجارة بها.
حجر من المريخ.. وقيمة لا تُقدّر بثمن
يعد النيزك الذي بيع في نيويورك في 17 يوليو هو الأكبر حجماً من نوعه على الإطلاق يُكتشف على سطح الأرض، إذ يبلغ وزنه نحو 24.67 كيلوغراماً، وأُطلق عليه اسم "NWA 16788".
عُثر عليه في منطقة أغاديز الصحراوية شمال النيجر عام 2024 بواسطة صياد نيازك محترف، ويعدّ قطعة نادرة من الصخور المريخية التي وصلت إلى الأرض بفعل تصادمات كونية ضخمة.
وقد بلغت قيمته 5.3 ملايين دولار، وهو رقم أثار دهشة المجتمع العلمي الذي غالباً ما يُقصى من هذه المزادات.

من يملك نيازك الأرض؟ النيجر تحقق (أ.ف.ب)
يقول بابلو سانتوس سانز، الباحث في معهد الفيزياء الفلكية في غرناطة لصحيفة إل باييس: "هذا الحجر لا يقدّر بثمن علمياً، فكنا سنكون سعداء بالحصول حتى على غرامات قليلة منه لدراسته".
تشير التقديرات إلى أنّ هناك أكثر من 80 ألف نيزك مصنّف حول العالم، لكن سوقها يظل غامضاً. في دول كإسبانيا، لا توجد تشريعات تمنع الإتجار بهذه القطع الفضائية على عكس ما هو معمول به في مجالات مثل الآثار أو الحفريات. ويُنبّه الباحث جوردي يوركا، أستاذ الكيمياء في جامعة كتالونيا، إلى أنّ بعض "الخبراء" يبيعون حتى إحداثيات سقوط النيازك للمشترين، ما يفتح المجال للاتجار غير الشرعي.
قيمة علمية تضيع في القاعات الخاصة
تُشكّل النيازك نافذة لفهم نشأة النظام الشمسي، وحتى لمعرفة أعمار الكواكب ومنها الأرض. بعضها قادم من حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري، وأندرها تلك التي تنحدر من القمر أو المريخ بفعل تصادمات هائلة. مع ذلك، تنتهي الكثير من هذه القطع في مجموعات خاصة من دون دراسة، كما حدث مع حفريات الديناصورات التي اختفت في صالونات الأثرياء.
يشكو العلماء من صعوبة الوصول إلى هذه العينات بسبب غياب التعاون، بل إن بعض النيازك تُخفى وتُباع سراً، بحسب يوركا.
في حالات سابقة بإسبانيا مثل نيازك "فيابيتو دي لا بينيا" (2004) و"بويرتو لابيثي" (2007) و"تراسبينيا" (2021)، نشبت نزاعات حول الملكية والوصاية حالت من دون الاستفادة العلمية منها.