حزب الله يهدد لبنان وسلام يردّ.. هل يطلق النار على الحكومة؟
صعّد نعيم قاسم، زعيم حزب الله، لهجته ضد الحكومة اللبنانية على خلفية قرارها نزع سلاح حزب الله وتكليف الجيش اللبناني بوضع خطة لإنجاز ذلك بحلول نهاية العام.
قاسم اتّهم الحكومة بـ"تسليم" لبنان لإسرائيل والولايات المتحدة، وذهب إلى التحذير من أنّ الخطوة قد تفضي إلى "حرب أهلية"، مؤكداً رفض تسليم السلاح في ظلّ استمرار الضربات الإسرائيلية.
بالتوازي، قال إن أي مواجهة للحزب ستجعل "لا حياة للبنان"، مع إعلان إرجاء احتجاجات لحزب الله وحركة أمل إفساحاً للحوار مع الحكومة، على أن يبقى خيار التحرك قائماً "وقد يصل إلى السفارة الأميركية".
من جهته، قال رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، إن تصريحات قاسم تحمل تهديدا مبطنا بالحرب الأهلية، واصفا إياها بأنها "غير مقبولة".
وقال سلام في منشور على موقع إكس "لا يوجد أحد في لبنان اليوم يريد الحرب الأهلية، والتهديد والتلويح بها مرفوض تماماً. لا يجوز لأي طرف في لبنان حمل السلاح خارج إطار الدولة اللبنانية".
تحذير من "حرب أهلية" وإرجاء احتجاجات
اتهم نعيم قاسم الحكومة بـ"تنفيذ الأمر الأميركي الإسرائيلي بإنهاء حزب الله"، محذّراً من "حرب أهلية وفتنة داخلية"، ومؤكداً أن الحزب لن يسلّم سلاحه "والضربات الإسرائيلية مستمرة".
وقال قاسم: "لا حياة للبنان إذا كنتم ستقفون في المقلب الآخر.. وتحاولون القضاء علينا"، معلناً أن حزب الله وحركة أمل أرجآ الاحتجاجات لإتاحة مجال للحوار، مع تلويح بأن أي تحرّكات لاحقة "قد تصل إلى السفارة الأميركية"، محمّلاً الحكومة مسؤولية "أي انفجار داخلي وأي خراب".
موقف الدولة من طهران.. "نرفض أيّ تدخل"
على وقع زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى بيروت، أبلغت السلطات اللبنانية رفضها "أيّ تدخل" خارجي في الشؤون الداخلية، ووصفت التصريحات الإيرانية المؤيدة لبقاء سلاح حزب الله بأنها "خروج عن الأصول الدبلوماسية" و"انتهاك لمبدأ احترام السيادة المتبادل"، وفق بيان صادر عن رئاسة الحكومة بعد لقاء نواف سلام مع لاريجاني.
وأكّد رئيس الجمهورية اللبنانية، جوزيف عون، "رفض أي تدخل" وأنّ "الدولة اللبنانية وقواها المسلحة مسؤولة عن أمن جميع اللبنانيين".
قرار الحكومة وخريطة التنفيذ.. "الكلمات لا تكفي"
في وقت سابق، قالت وزارة الخارجية الأميركية لـ"بلينكس" إنّ "الكلمات لا تكفي ما دام حزب الله يحتفظ بسلاحه"، داعيةً الجيش اللبناني إلى "الالتزام الكامل والعمل فوراً" لتنفيذ قرار الحكومة بوضع كلّ الأسلحة تحت سلطة الدولة بحلول نهاية العام، وموضحةً أن مصداقية بيروت مرهونة بترجمة المبدأ إلى ممارسة.
وأشارت رويترز في وقت سابق إلى اقتراح أميركي من أربع مراحل مرتبط بانسحاب إسرائيلي تدريجي من نقاط حدودية جنوباً ونشر الجيش اللبناني، وصولاً إلى تفكيك الأسلحة الثقيلة وعقد مؤتمر دعم اقتصادي للبنان.
ما التالي؟ حوار مشروط على إيقاع المهل
بين إرجاء الاحتجاجات وإبقاء خيار الشارع مفتوحاً، يربط حزب الله المسار الداخلي بإمكانية الحوار مع الحكومة، فيما يتمسّك قاسم برفض تسليم السلاح تحت النار، بحسب فرانس برس.
في المقابل، يظلّ مسار التنفيذ الحكومي ضمن مهلة نهاية العام قائماً كما في القرارات المعلنة والموقف الأميركي الذي شدد سابقاً لـ"بلينكس" على مطابقة المبدأ بالتطبيق.