واشنطن تغير بوصلتها الحقوقية.. أوروبا سيئة وإسرائيل "بريئة"
أشارت الولايات المتحدة إلى أن وضع حقوق الإنسان يتدهور في غرب أوروبا بسبب قوانين الإنترنت، وذلك في تقرير عالمي سنوي مقتضب تجنّب انتقاد شركاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ولطالما قدّم تقرير الخارجية الأميركية الصادر بتكليف من الكونغرس تقارير مستفيضة عن سجلات جميع الدول، موثقا بتفاصيل دقيقة لقضايا من الاعتقال الجائر مرورا بالقتل خارج نطاق القضاء وصولا إلى الحريات الشخصية.
وفي أول تقرير يصدر في عهد وزير الخارجية ماركو روبيو، قلّصت الوزارة أقساما من التقرير، واستهدفت بشكل خاص الدول التي كانت في مرمى نيران ترامب، بما في ذلك البرازيل وجنوب إفريقيا.
التقرير استهدف عددا من أقرب حلفاء الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن حقوق الإنسان تدهورت في بريطانيا وفرنسا وألمانيا نتيجة القيود على خطاب الكراهية على الإنترنت.
واتّهم تقرير الخارجية الأميركية المسؤولين البريطانيين بـ"التدخل مرارا للثني عن التعبير عن الرأي".
وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس، من دون أن تأتي على ذكر بريطانيا تحديدا، إن القيود استهدفت "الأصوات غير المرغوب فيها على أسس سياسية أو دينية".
وأفادت الصحافيين "بغض النظر عن درجة عدم الموافقة على خطاب شخص ما، فإن تجريمه أو إسكاته بالقوة لا يؤدي سوى إلى مزيد من الكراهية والقمع والاستقطاب".
اختصار الفقرة المرتبطة بإسرائيل
وذكرت بروس بأن التقارير الحقوقية السابقة لوزارة الخارجية كانت "منحازة سياسيا". وفي ما يتعلّق بالتفاصيل، فإن "القليل يكون أفضل أحيانا"، على حد قولها.
لكن مجموعة من مسؤولي وزارة الخارجية السابقين وصفوا بعض الأقسام التي تم التخلي عنها بـ"الصادمة"، بحسب فرانس برس.
واتّهم نواب من الحزب الديموقراطي ترامب وروبيو بالتعامل مع مسألة حقوق الإنسان على أنها عصا يتم التلويح بها في وجه الخصوم، وهو أمر من شأنه أن يستدعي اتهامات من بكين وموسكو للولايات المتحدة بالنفاق.
كما اختصر التقرير الفقرة المرتبطة بإسرائيل والضفة الغربية وغزة.
وبينما أقرّ بارتكاب إسرائيل عمليات توقيف تعسفية وعمليات قتل، إلا أنه لفت إلى أن السلطات قامت بـ"خطوات ذات مصداقية" لتحديد المسؤولين.
وحذّرت أماندا كليسنغ من منظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة بأن التقرير يبعث "رسالة مخيفة" مفادها أن الولايات المتحدة ستتغاضى عن الانتهاكات إذا كان الأمر يناسب أجندتها السياسية.
وأضافت "انتقدنا تقارير سابقة عندما كان هناك ما يبرر ذلك، لكن لم يسبق قط أن شهدنا تقارير مثل هذا التقرير".