مجموعة فاغنر الروسية.. سجناء يقاتلون في ساحات أوكرانيا

تقاتل قوات شركة فاغنر إلى جانب القوات الروسية في حربها شرقي أوكرانيا والتي اندلعت في فبراير من العام الماضي ولا تزال مستعرة حتى اليوم، وكان لفاغنر فضل كبير في وصول روسيا إلى مدينة باخموت الاستراتيجية والتي تمثل البوابة شبه الوحيدة لتقدم الروس في مدينة دونيتسك والتي ضمتها روسيا مع 3 أقاليم أخرى إلى أراضيها في سبتمبر الماضي.

ووفقًا لأحد الأسيرين فإن قائد فاغنر بريغوجين قال خلال عملية تجنيدهم إنه يتمتع بسلطة من الهيئات العليا بإخراج أي شخص من السجن، بغض النظر عن الجرائم أو مدة العقوبة، وأن عملية الاختيار كانت بدائية للغاية فقد جندوا الكل تقريبا حتى كبار السن ممن أثبتوا أن لديهم القدرة على السير لأمتار قليلة.

مؤسس فاغنر يفغيني بريغوجين يعرف على أنه أحد المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير حيث يلقب بـ"الطباخ" نظرًا لتقديمه خدمات الطعام والشراب إلى الكرملين، وقد أسسها إلى جانب ضابط الجيش الروسي السابق ديمتري أوكتين الذي برز دوره خلال حرب الشيشان مطلع القرن الحادي والعشرين.

ظهرت فاغنر لأول مرة في الساحة الدولية خلال عملية ضم شبه الجزيرة القرم إلى روسيا عام 2014 ليتتابع ظهورها في عدة دول عربية وإفريقية، رغم ذلك فإنها لم تسجل كشركة لها مقر في مدينة سان بطرسبرج الروسية سوى عام 2022 حيث بلغ عدد مقاتليها 50 ألف شخص بحسب وزارة الدفاع البريطانية.

بين جنوده ظهر بريغوجين عبر مقطع فيديو يهدد فيه بانسحاب قواته من باخموت بحلول العاشر من مايو لقلة الدعم المقدم من جانب الجيش الروسي من الذخائر من أجل ما وصفه "بتقليل الجروح".

وبعد ساعات عدلت مجموعة فاغنر الخاصة فيما يبدو، عن خطط الانسحاب من باخموت، قائلة إنها تلقت وعودا باستلام مزيد من الأسلحة من موسكو ومشيرة إلى أنها ربما تواصل هجومها على ما ترى روسيا أنها نقطة انطلاق إلى مدن أخرى في منطقة دونباس.

مارات جابيدولين محارب قديم في قوات فاغنر حيث حارب معها قبل أن يتركها ويلجأ لفرنسا عام 2019 كشف عن مهام الشركة في كتابه الصادر العام الماضي "أنا مارات، مقاتل سابق في فاغنر" يشير إلى أنه كان يحصل على 80 ألف روبل (حوالي 1320 دولار) خلال فترة التدريب.

ثم خلال الحرب يصل إلى 180 ألف روبل في الشهر (2860 دولار تقريبًا) أما إذا شارك في القتال فيزيد المبلغ إلى حوالي 240 ألف روبل (حوالي 4000 دولار تقريبا) شهريا.

على مستوى القارة الإفريقية فإن نفوذ فاغنر يتزايد في منطقة جنوب الصحراء في مالي وبوركينا فاسو وموزمبيق ومدغشقر حيث يدعمون النخب الحاكمة، ووفقًا للجيش الأميركي فإن أعداد مقاتلي المجموعة يتراوح ما بين 3000 إلى 5000 مقاتل حيث يتنقلون من منطقة نزاع إلى أخرى، وفي جمهورية إفريقيا الوسطى يوجد أعمق نفوذ للشركة حيث يعملون حراس شخصيين للرئيس فوستان آرشانج تواديرا بحسب واشنطن بوست.