إسرائيل تطلق"E1".. مخطط فصل الضفة ودفن الدولة الفلسطينية
كشف وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش أن بناء مستوطنة جديدة، مثيرة للجدل، في الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل، قد انطلق، وهو مشروع يخشى الفلسطينيون وجماعات حقوق الإنسان من أنه سيعرقل خطط إقامة دولة فلسطينية حيث سيجري تقسيم الضفة الغربية فعليا إلى قسمين.
وتباهى سموتريتش بأن البناء، الذي من المتوقع أن يحصل على موافقة نهائية في وقت لاحق من هذا الشهر، يمكن أن يحبط خطط إقامة دولة فلسطينية.
ويأتي الإعلان فيما قالت الكثير من الدول، بما في ذلك أستراليا وبريطانيا وفرنسا وكندا، إنها سوف تعترف بالدولة الفلسطينية في أيلول المقبل، في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كان البناء على قطعة أرض شرق القدس تسمى "إي1" قيد الدراسة لأكثر من عقدين، وهو مثير للجدل بشكل خاص لأنه أحد آخر الروابط الجغرافية بين مدينتي الضفة الغربية الرئيسيتين رام الله وبيت لحم.
وتبعد المدينتان 22 كيلومترا عن بعضهما البعض جوا. ولكن بمجرد اكتمال مشروع مستوطنة إي1، فإنه سيدمر إمكانية وجود طريق مباشر وسيُجبر الفلسطينيين المسافرين بين المدن على الاستمرار في اتخاذ منعطف واسع يبتعد عدة كيلومترات عن طريقهم، مرورا بنقاط تفتيش متعددة، وهي عملية تضيف ساعات إلى الرحلة.
وقال سموتريتش: "هذا الواقع يدفن أخيرا فكرة الدولة الفلسطينية، لأنه لا يوجد ما يمكن الاعتراف به ولا يوجد من يعترف به".
وأضاف "أي شخص في العالم يحاول اليوم الاعتراف بدولة فلسطينية، سيتلقى إجابة منا على الأرض".
ولم يعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علنا على الخطة، لكنه أشاد بها في الماضي.
وتم تجميد التطوير في منطقة "إي1" لفترة طويلة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الضغط الأميركي خلال الإدارات السابقة.
ومن المتوقع أن تحصل خطة إي1 على الموافقة النهائية في 20 أغسطس، لتتوج 20 عاما من الجدل البيروقراطي.
ووفقا لمنظمة السلام الآن، التي تتتبع التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية وقدمت اعتراضا، ورفضت لجنة التخطيط في 6 أغسطس جميع الالتماسات لوقف البناء التي قدمتها جماعات حقوق الإنسان والناشطون.
بينما لا تزال هناك بعض الخطوات البيروقراطية، إذا تحركت العملية بسرعة، يمكن أن تبدأ أعمال البنية التحتية في الأشهر القليلة المقبلة ويمكن أن يبدأ بناء المنازل في غضون عام تقريبا.
وقال أحمد الديك، المستشار السياسي لوزير الخارجية الفلسطيني، لوكالة أسوشييتد برس إن الموافقة هي "خطوة استعمارية وتوسعية وعنصرية".
وتابع الديك: "إنها تندرج في إطار مخططات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة لتقويض أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية على الأرض، وتفتيت الضفة الغربية، وفصل جزئها الجنوبي عن الوسط والشمال".
كما أدانت جماعات حقوق الإنسان الخطة على الفور. ووصفتها منظمة سلام الآن بأنها "مميتة لمستقبل إسرائيل ولأي فرصة لتحقيق حل دولتين سلمي" وهو ما "يضمن سنوات أخرى من إراقة الدماء".
وأدانت السلطة الفلسطينية والدول العربية تصريح نتنياهو في مقابلة يوم الثلاثاء بأنه "مرتبط جدا" برؤية إسرائيل الكبرى.
ولم يقدم رئيس الوزراء تفاصيل، لكن بعض مؤيدي الفكرة يعتقدون أن إسرائيل يجب أن تسيطر على الضفة الغربية وغزة المحتلتين.
ويعتقد آخرون أن هذا يعود إلى حدود إسرائيل التوراتية، التي تشمل أيضا أجزاء من دول عربية أخرى، مثل الأردن ولبنان.
وتعتبر خطط إسرائيل لتوسيع المستوطنات جزءا من واقع صعب بشكل متزايد للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة حيث يتركز اهتمام العالم على الحرب في غزة.
وكانت هناك زيادات ملحوظة في هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين، وعمليات الإخلاء من البلدات الفلسطينية ونقاط التفتيش التي تخنق حرية الحركة، بالإضافة إلى عدة هجمات فلسطينية على إسرائيليين.