صراعات‎

"مجازر" مساعدات غزة.. الرصاص يسبق رغيف الخبز

نشر
blinx
مع تفاقم المجاعة في غزة، يقول أطباء وممرضون أجانب يعملون في مستشفيات القطاع إنهم يعالجون يوميًا ضحايا لإطلاق نار جماعي، استُهدفوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء.
شهادات الناجين والأطباء تؤكد أن القوات الإسرائيلية كثيرًا ما تطلق النار على فلسطينيين يقتربون من مواقع عسكرية أو من نقاط توزيع المساعدات، وحتى على من يتجمعون حول قوافل الإغاثة.
وفق وزارة الصحة في غزة، قُتل منذ أواخر مايو أكثر من 1.778 فلسطينيًا، وأصيب أكثر من 12.894 آخرين في هذه الحوادث، دون تمييز بين المدنيين والمقاتلين.
منظمات الإغاثة الدولية تقول إن حجم الإصابات دفع النظام الصحي المنهك أصلًا إلى حافة الانهيار، حيث يضطر الأطباء لمعالجة الجرحى على الأرض في ظل نقص الأسرة والمعدات. فماذا تكشف شهادات الجسم الطبي الأجنبي عن الترويع الذي يعيشه أهالي غزة؟

شهادات مروعة

شهادات 7 أطباء وممرضين من الولايات المتحدة وأوروبا، جاؤوا ضمن بعثات طبية تطوعية بين مايو وأوائل الشهر الجاري، تكشف صورة مأساوية: قصف إسرائيلي لمرافق طبية، حصار شبه كامل منذ الشتاء، ونقص حاد في الأكسجين وأدوات الإسعاف، وفق تقرير لصحيفة "الواشنطن بوست".
في بعض الأحيان، كان على الأطباء أن يقرروا من يمكن إنقاذه، بينما يحمل الأهالي أقاربهم المصابين بأذرعهم لغياب الكراسي المتحركة.
كثير من الضحايا سقطوا قرب مراكز توزيع غذاء تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أميركيًا، أو أثناء محاولات للحصول على الطحين من قوافل الأمم المتحدة أو من مساعدات تُلقى جوًا.
الجيش الإسرائيلي من جهته، يزعم أنه أطلق "طلقات تحذيرية" تجاه "مشتبه بهم"، بينما تقول المؤسسة إنها تعدّل عملياتها لحماية المدنيين.

"الإنذار الجماعي".. إصابات في الرأس والقلب

في مستشفى ناصر بخان يونس، أكبر المراكز الطبية العاملة في جنوب القطاع، يصف الأطباء سماعهم المتكرر لصفارة "الإنذار الجماعي" التي تدعو كل طبيب متاح للنزول إلى الطوارئ.
الطبيب الأميركي عزيز رحمن، الذي عمل هناك، قال: "تقريبًا في كل يوم تُفتح فيه مراكز المساعدات، نرى إطلاق نار".
معظم الإصابات التي وصلت كانت في الرأس أو القلب أو الرئتين، بينهم طفل في التاسعة أصيب في عموده الفقري.

فتيان أُصيبوا أثناء مغادرتهم مواقع التوزيع

ريكي هايز، أخصائية علاج طبيعي متطوعة من إيرلندا، تحدثت عن فتيان أُصيبوا أثناء مغادرتهم مواقع التوزيع بعد نفاد الطعام، وعن نساء وأطفال أصيبوا أيضًا. ووصفت كيف كان بعض الجرحى يُحملون عشرات الأمتار إلى المستشفى، فيما يُستقبل أكثر من 100 مصاب في يوم واحد أحيانًا.

"أسوأ يوم"

في 17 يونيو، عاش فريق رحمن "أسوأ يوم" حيث استمرت الإصابات بالتدفق أربع أو خمس ساعات متواصلة، والأطباء يحاولون تجنب الانزلاق على أرضيات مغطاة بالدماء.
المأساة لا تتوقف عند المصابين الجدد؛ فالكثير من الجرحى هم ضحايا جولات قصف سابقة، مثل الشاب أحمد، 18 عامًا، الذي فقد القدرة على تحريك معظم أطرافه بعد إصابة بانفجار، وكان يتنقل متكئًا على أخيه محمد، قبل أن يُصاب الأخير برصاصة في الرقبة والكتف أثناء محاولته جلب المساعدات.

كان يحمل غالونات ماء لعائلته

أطباء آخرون تحدثوا عن استقبال أعداد هائلة من المصابين في يوم واحد، مثل الطبيبة نور شرف التي استقبلت في مستشفى الشفاء أكثر من ألف مريض في 20 يوليو، كثير منهم يعانون من الهزل الشديد. من بينهم طفل قُتل برصاصة في الرأس قرب معبر زكيم بينما كان يحمل غالونات ماء لعائلته.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة