صراعات‎

"تمرد ناعم" في الجيش الإسرائيلي: لن نعود إلى غزة

نشر
blinx
بدت على وجه رون فاينر ملامح التأمل وهو يشير إلى المكان الذي أصابت فيه الرصاصة خوذته، وطرحتْه أرضًا. بضع مليمترات فقط فصلته عن الموت، الذي حصد أرواح ستة من رفاقه، عندما دخلوا منزلًا في جنوب لبنان في أكتوبر، وهم يظنون خطأً أنه خالٍ من مقاتلي "حزب الله".
قال فاينر، وهو نقيب في اللواء 933 التابع لفرقة "ناحال" في الجيش الإسرائيلي: "كان يومًا فظيعًا بحق، فتح الجنود الباب، وكان خلفه مقاتلان من حزب الله، باشرا إطلاق النار مباشرة، ٤ جنود قُتلوا على الفور".
لكن اليوم، يختار فاينر طريقًا مختلفًا، فقد أعلن رفضه الالتحاق بالخدمة الاحتياطية من جديد، ورفض احتمال نشره في غزة، احتجاجًا على استمرار الحرب التي حصدت أرواح أكثر من 59 ألف فلسطيني حتى الآن، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس"، بحسب تقرير لصحيفة التلغراف البريطانية.
يقول فاينر: "عندما استؤنفت الغارات الجوية على غزة، أدركت أن حكومتنا لا تريد إنهاء هذه الحرب، بل تطمح لإطالة أمدها.. عندها فهمت أنني لا أستطيع الاستمرار في خدمتها".
وقد حُكم عليه بالسجن لمدة 25 يومًا بعد رفضه الخدمة، لكنه يُعد الآن جزءًا من موجة متصاعدة من جنود الاحتياط الشباب في إسرائيل الذين يرفضون المشاركة في الحرب على غزة.
العديد من الجنود ببساطة لا يستجيبون للاستدعاءات العسكرية، بعضهم "يتناسى" رسائل البريد الإلكتروني، وآخرون يتحججون بأعذار طبية أو عائلية.

ضغوط متزايدة

ويواجه الجيش الإسرائيلي ضغوطًا متزايدة بسبب الوضع الإنساني المتدهور في غزة، وسط تحذيرات من منظمات الإغاثة من كارثة غذائية وشيكة. وفي ظل هذا الضغط، أعلنت إسرائيل وقفًا "تكتيكيًا" مؤقتًا للقتال في بعض مناطق القطاع، بينما أعلنت فرنسا عزمها الاعتراف بدولة فلسطين.
رأي فاينر في "عبثية الحرب" لا يقتصر عليه فقط، بل يتردد صداه في أوساط عدد متزايد من الضباط الحاليين والمتقاعدين في الجيش الإسرائيلي، الذين باتوا يرفضون نهج بنيامين نتنياهو ويعارضون إصراره على استمرار الحرب.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة