هل تتحول رسوم ترامب إلى أداة ضغط سياسي في قضية غزة؟

لوّح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الخميس، بتعقيد إبرام اتفاق تجاري مع كندا، وذلك بعد إعلان الأخيرة نيتها الاعتراف بدولة فلسطين.

يأتي هذا التهديد في وقت تتزايد الضغوط على إسرائيل بسبب الأزمة الإنسانية في القطاع، وتتعثر مفاوضات الرهائن، وتبرز مواقف أميركية متقلبة تجاه إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

فقد انتقد ترامب نتنياهو علناً بشأن الوضع في غزة، معترفاً بوجود "مجاعة حقيقية"، وقد سبق أن وصف نتنياهو التقارير بـ"الأكاذيب الوقحة".

فهل يمكن لفاتورة الرسوم والعقوبات أن تغيّر فعلاً المواقف السياسية؟

قال ترامب، الخميس، إنه سيكون من الصعب إبرام اتفاق تجاري مع كندا، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز.

يأتي هذا التصريح رداً على إعلان رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، يوم أمس، أن بلاده تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.

وذكرت رويترز أن هذا الموقف الكندي يتبع خطوات مماثلة أعلنتها كل من فرنسا وبريطانيا، وقد قوبل برفض من إسرائيل والولايات المتحدة.

وتتفاوض كندا والولايات المتحدة حالياً للتوصل إلى اتفاق تجاري بحلول الأول من أغسطس، وهو الموعد الذي يهدد فيه ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 35% على جميع السلع الكندية غير المشمولة باتفاقية التجارة الحالية.

وكان كارني قد وصف المفاوضات مع إدارة ترامب بأنها "بناءة"، لكنه أشار إلى أن المحادثات قد لا تنتهي بحلول الموعد النهائي المحدد.

في ظل تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية أبلغت حركة حماس بأنها ستبدأ باتخاذ "إجراءات عقابية" قد تشمل ضم أراضٍ على أطراف قطاع غزة إذا لم توافق الحركة على المقترح المطروح، حسب ما أفادت صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم إن الرسالة وُجّهت مع استئناف المفاوضات ببطء في القاهرة، بعد انسحاب الوفدين الإسرائيلي والأميركي من محادثات الدوحة.

وبحسب تقرير لـ"القناة 12" الإسرائيلية، فإنّ إسرائيل أبلغت الوسطاء عدم نيتها الانسحاب من ممرّ فيلادلفيا أو المنطقة العازلة، ولن تسمح بفتح معبر رفح.

وفي تصعيد سياسي لافت، دعا وزراء ونواب في إسرائيل إلى ضمّ غزة وإعادة الاستيطان فيها، حيث وقع 22 منهم رسالة تطالب وزير الدفاع بالسماح بجولة استطلاعية في شمال غزة لبحث إقامة مستوطنات جديدة.

شهدت العلاقة بين ترامب ونتنياهو توتراً نادراً هذا الأسبوع، حين أشار الرئيس الأميركي إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ربما "يكذب" بشأن الوضع الإنساني في غزة. ففي تصريح للصحفيين، نقلته صحيفة فايننشال تايمز، قال ترامب إن "هناك مجاعة حقيقية" في غزة، مضيفاً أنه شاهد صور الفلسطينيين الجائعين على شاشات التلفاز.

جاء ذلك بعد يوم من وصف نتنياهو لمثل هذه التقارير بأنها "أكاذيب وقحة".

ورغم أن ترامب منح نتنياهو دعماً شبه مطلق، إلا أن تصريحاته الأخيرة، بحسب محللين ومقربين من الإدارة، تلمّح إلى وجود "حدود غير معلنة" في العلاقة بينهما.